رانية وليد محسن
شنكال احد اقضية نينوى في شمال العراق على جبل سنجار، يسكنها أغلبية من الازيديين.. هاجمها تنظيم (داعش) الارهابي في اب 2014 قتلوا واسروا العديد من المواطنين فيها..واغتصبوا النساء واجبروهن على الزواج واعتناق الدين الاسلامي، وقد سجلت منظمات حقوقية افادت الناجين منهم اكدوا وجود 1935امرأة و1864 رجل محتجزين لغاية الان تحت ايدي التنظيم الارهابي.
وبالرغم من عمليات التحرير التي شهدتها محافظة نينوى والتي على اثرها تم انقاذ العديد من العوائل الايزيدية من قبضة الارهاب، الا ان جريمة الخطف والقتل والاسر و ما تلاها تركت اثارا سلبية عند النساء الايزيديات المختطفات الناجيات ومن ضمنها اثار نفسيه (اثار ما بعد الصدمة) نتيجة العنف وتحقير الذات والخجل والشعور بعدم الثقة مما ادى في بعض الاحيان إلى حالات انتحار بعد تحريرهن من قبضة داعش ، كذلك الاثار الاجتماعية وهي الاخطر خاصة على النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب حيث يصبحن عاجزات عن تكوين علاقات اجتماعية او زوجية سليمة في المستقبل ..
قصص لمختطفات وناجيات من سوق النخاسة إلى الرقة إلى مخيمات النزوح في دهوك ترويها ناجيات و عوائل المخيمات و ناشطات..
ليلى (35عام) التي اختطفت مع اولادها من منزلها والتي بيعت عدت مرات لعناصر التنظيم في سوق النخاسة وتقول “أحد عناصر التنظيم، بعد أن قام بأخذي الى منزله، باعني بمبلغ 400 دولار ومن ثم لشخص اخر بقيمه 4500 دولار لافته الى ان خلال قيامي باداء اعمال المنزل الشاقة يتم الاعتداء علي من قبل ضيوف المقرات التي كنت اسكن بها” .نجحت ليلى بالوصول إلى عائلتها النازحة في دهوك هاربة من تنظيم الذي استعبدها طول ثلاث سنوات.. قصتها واحدة من عشرات القصص لكن اختلفت ليلى عن الاخريات بعد ان تمكنت من التحايل على عناصر التنظيم باعتناقها الدين الاسلامي ظاهرا واعتبرت خطوتها الاولى في طريقها للهرب مع اطفالها الثلاثة.
لم تكن ليلى الوحيدة من عائلتها مختطفه بل شقيقتها ايضا التي تبلغ 30عام، اذ رأتها في الرقة سبيه لدى شخص يعرف ب “فلاح الجزراوي” و كان أكثر الأشخاص الذين تعاملوا معها بقسوة حتى أنه قام بدهس قدم طفلها الصغير ليحرق قلبها وتضيف ليلى مما اضطرني لتقديم شكوى ضده مما ادى الى نقلي مع أطفالي الثلاثة الى ا الميادين السورية، وهو عبارة عن مكان يضم نساء داعش المسلمات من المطلقات والارامل، وبقيت هناك نحو 9 أشهر، ثم قررت الفرار مع أطفالي بالاتفاق مع وسطاء ساعدوني في عملية الوصول الى دهوك مرورا بالقامشلي الحدودية.
وفي حديث مع احد العوائل الناجية ذكروا لنا ان المهربين يبعثون عبر الوات ساب صوراً لفتيات ازيديات معروضات للبيع في سوق النخاسة، ويقوم بعض الوسطاء بإيصال الصور الى العوائل لكي يتعرفوا عليها، وبعدها يتم التفاوض مع عائلة صاحبة الصورة والمهرب على قيمة المبلغ المطلوب …
بهذا الصدد يروي زوج احد الايزيديات المفرج عنها، مشترطاً عدم ذكر اسمه لأسباب خاصة إن “أحد الاقارب أبلغني بأن صور زوجتي وأبنائي تم عرضها بالمزاد للبيع، وبعد أن تم الاتصال بوسطاء يعملون مع داعش، قمت بشراء زوجتي وابني البالغ أربع سنوات
بمبلغ 20 ألف دولار ويضيف: “بعدها بفترة تم عرض صورة ابنتي البالغة 9 أعوام، وقد اشتريتها بمبلغ 1600 دولار
من نفس الجهة “، لافتا الى أن “قوات حزب العمال الكردستاني أبلغتني بالعثور على ابنتي في منطقة القامشلي، وأنهم سيقومون بتسليمها لي بعد إكمال بعض التحقيقات والاجراءات معها الا ان ذلك لم يتحقق.
منسقة شبكة صوتها في نينوى رجاء زيدان تقول كثير من الايزيديات تعرضن للاغتصاب من قبل تنظيم داعش وهذا ادى إلى الحمل وهنا تواجه المراة مشاكل اجتماعية وقانونية خاصة فاذا ولدت فأن ديانة الطفل ستكون الاسلام كون هناك ماده قانونيه تنص على ان يكون الدين الاسلامي هو دين كل طفل مجهول الاب وتضيف ان المجتمع الايزيدي يرفض تربيه طفل مسلم واغلب النساء اضطرن إلى عملية الاجهاض بشكل غير صحيح مما ادى إلى فقدان حياتها او تعرضها إلى اثار جسديه وصحية كما ان الاطفال الذين ولدوا لغاية الان لا يوجد لديهم مستمسك قانوني يتيح لهم العيش بكرامة مما يعرض الام والطفل لعنف اخر مضاف.
بهذا الصدد تقترح المحامية رجاء عبد ايجاد حل عاجل للنساء المحررات واهمية البدء بالعلاج النفسي لغرض الاندماج بالمجتمع من جديد، وتضيف اما الحل القانوني فيكمن باهمية اتخاذ قرارات عاجلة تحد من مشكلة اطفال داعش خاصة ان هناك زيجات موثقة ومن الممكن اعتماد ذلك التوثيق لان بقاء الاطفال من دون مستمسك قانوني قد يساعد على خلق بيئة جديدة يستثمرها الارهاب لتغذية انشطته لاحقاأعجبنيتعليق