سالي حيدر
تتعرض الفتيات كل يوم للتحرش والتحرش هي كلمة لها عدة معاني وانواع التحرش البصري واللفظي والجسدي واليوم سوف نتكلم عن التحرش اللفظي وهو أحد أنواع التحرش ففي مجتمعنا العراقي لا نجد امرأة لم تتعرض للتحرش اللفظي الا ما ندروفي دراسة اعدها منتدى الاعلاميات العراقيات عن التحرش اثبتت تعرض 77% من النساء للتحرش بشكل عام وميزت الدراسة بين التحرش اللفظي والمس حيث تبين تعرض 57% من المبحوثات الى التحرش اللفظي .. وتعد هذه النسبة عالية جدا حيث تجاوزت النصف . كما اثبتت الدراسة ان كثير من النساء لابلغن عن حالات التحرش بسبب النظرة الذكورية السائدة والعادات والتقاليد السائدة.
وبشان ارتفاع معدلات التحرش اللفظي تقول ريهام: هذا الموضوع موجود في اغلب المجتمعات و في كل مكان وزمان وليس لها علاقة ان كانت الفتاة جميلة او لا، وسواء داخل المنطقة أو خارجها وان كنت ارتدي ملابس الدوام او ملابس احتفال وحتى الرداء الطويل (الجبة) جربت كل أنواع الثياب ونفس الشيء اسمع انواع الكلام ولا ارد وقد اعتدت على ذلك وما عدت أتضايق مثل السابق.
اما زهراء فتقول: اعتقد ارتفاع ظاهرة التحرش اللفظي يعود الى نقص في العواطف والشخصية للشاب الذي يقوم بهذا التصرف وقد تكون له اسبابه ترتبط بطبيعة معامل الاهل له قد لا يحترمه احد داخل المنزل ولا يعاملوه معاملة لطيفة فيخرج الى الشارع ليمارس دور المشاكس الذي لا يحترم احد ولا يخاف من احد، وتضيف من وجهة نظري الحياة لا تتوقف اذا ما اشتغلت العائلة على تغيير السلوكيات السلبية داخل المنزل خاصة تجاه ابناؤهم فاذا قال الأب لابنه حبيبي واحترمهُ وعامله معاملة حسنة سيغير كثير من تصرفات ابنه خارج المنزل.
وعند سؤال أحد الشباب ع. ا عن
راية بالتحرش اللفظي وهل يعتبره تحرش ام لا فيقول: لماذا تفسرون التغزل بامراة جميلة تحرش
بالعكس هي ملاطفة ويضيف انا عندما اتغزل بفتاة اشعر بشعور جميل فالتي تعجبني اقول
لها كلام لطيف والتي لا تعجبني اقول لها كلام غير لطيف!!!
وسألنا شاب ثاني س. ف فقال: انه لا يحب هكذا فعل وهذا شيء غير حضاري واهانة للمرأة وايا كان التوصيف غزل او تحرش هو بالتالي سلوك غير صحيح و مرفوض.
وعن جريمة التحرش وكيفية معالجتها قانونيا، تقول القاضية سيماء نعيم هويم قاضي محكمة تحقيق الكرخ في لقاء صحفي إن “قانون العقوبات العراقي 111 لسنة 1969 هو القانون الواجب التطبيق على اعتبار التحرش جريمة، و فعل جرمي قد يبدأ بسيطا بالكلام وينتهي بالشروع بالانتهاك أو الاعتداء الجنسي واللفظي وتصل عقوبته إلى سبع سنوات أو عشر إذا كانت الفتاة قاصرا بحسب القانون “. وتضيف هويم “القانون في المادة 402 منه أشار للألفاظ المخلة للحياء وحدد نوعية العقوبة كمخالفة”، وتلفت إلى أن “المحاكم تردها قضايا وشكاوى عديدة عن حالات التحرش لكنها غالبا هذه الدعاوى تنتهي بالصلح والتراضي كون احد لأسباب ترجع للصلح العشائري وكون المجتمع العراقي مجتمعا محافظا”.
وعند سؤال الدكتورة في علم الاجتماع نور قالت: ان اخر دراسة أجريت عن
هذا الموضوع اخذت النسبة الاعلى بسبب اللبس ولكن هذا ليس مبرر كافي للشاب وان اهم
الأسباب هي ان الشاب يريد أن يفرض شخصيته وبالخصوص عندما يكون مع أصدقائه.
وبسؤال التدريسية في جامعة بغداد السيدة انسام قالت: هو موضوع يطول شرحه وصعب اختصاره لكن برأيي الأساس هو ثقافة المجتمع الذكوري مسموح له بكل شيء وتبقى الأسرة هي الإساس ونوع الثقافة، وان البيئة تحكم بمعنى عندما تكون الأسرة على مستوى من الثقافة والتعليم والخلق الطيب تأثر بصورة كبيرة بالتربية وايضاً عند خلق صداقة بين الأب والأم والاولاد من خلاله سينتج جيل واعي ومثقف ومتنور ويؤمن بالمساواة، وان المدرسة لها دور كبير حيث تكتمل عملية التنشأة الصح، ولكن الكارثة ان المدرسة لا تحاول نشر الوعي على الاقل، وان من الممكن يكون هنالك تغيير بالتواصل التوعوي.
من جانب اخر شخصت السيدة ريا الخفاجي المديرة التنفيذية لشبكة صوتها بعض الحلول التي تتعلق بالجانب الاعلامي والتوعوي واكدت الخفاجي بضرورة تنظيم حملات موسعة للحد من ظاهرة التحرش اللفظي كما ان وزارة الداخلية سبق وان عقد بروتوكل عمل مع منتدى الاعلاميات العراقيات بهذا الصدد وخصصت خط ساخن لغرض الابلاغ عن حالات التحرش واختتمت الخفاجي بضرورة ان تتحلى الفتاة بالشجاعة وان تبلغ عن حالات التحرش لان السكوت سيزيد من حجم المشكلة .