gender equality ensuring social harmony
{نص الكلمة التي القيت في الندوة التي اقامها منتدى الاعلاميات العراقيات بتاريخ (2017/4/4) في مجلس محافظة ديالى وكانت تحت عنوان (الاعلاميات من اجل كوتا النساء في قانون الاحزاب)
مساواة المرأة بالرجل حتمية للوئام الاجتماعي
فوزي الاتروشي
وكيل وزارة الثقافة
المشرف على لجنة المرأة في الوزارة
بكل حب ومودة اتوجه اليكم بالتحيات والتمنيات بنجاح نشاطكم هذا مثل كل النشاطات الاخرى المتميزة التي بادرتم اليها , ويهمني هنا الى ان اشيد بتحرككم على المحافظات , ونيتكم بالتحرك الى اقليم كوردستان بهدف توسيع الرقعة الجغرافية لعملكم ومبادراتكم الخلاقة .
ان صوت النساء القوي والشجاع والتمرد على الواقع مغيب في مجتمعنا وعلة ذلك اما التراكمات العشائرية والتقاليد الباليه – هذه مفارقة مرة – اوانضمام بعض الاحزاب ذات التوجه الماضوي الى الصف العشائري التقليدي في معاداة المرأة ولكن هذه المرة بأسم الدين والطائفة والمرويات التاريخية التي عفا عليها الزمن ، بل واحيان كثيرة بأسم الله سبحانه وتعالى وكتبه المقدسة من خلال استنتاج مقولات جائرة وتأويلات مشوهة تنسف حقوقها . والادلة على ذلك كثيرة منها اصرار البعض على سن قانون جديد للاحوال الشخصية بعيد عن روح العصر خلافاً لقانون الاحوال الشخصية العراقية لعام 1959 الذي يعتبر احد اكثر القوانين تقدميه في المنطقة ولا يسبقه تقدما ً الا القانون التونسي , والعراقيل التي توضع منذ مدة طويلة لمنع اقرار قانون لمكافحة العنف الاسري بحجج وذرائع واهية شتى , والتواطؤ في اقرار قانون العشائر الرجعي والسكوت المريب على اعداد لا حصر لها من حالات زواج القاصر , وابتداع اشكال جديدة للزواج تنافي سمة العصر , وابعاد العراق عن القوانين والمواثيق الدولية الاممية التقدمية المتعلقة بحقوق الأسرة والطفل والمرأة وعلى رأسها اتفاقية (سيداو/ اتفاقية معارضة لكل اشكال العنف ضد المرأة) التي تعتبر انتصاراً للحضارة البشرية , وبناءا ً عليه فان دور المرأة الإعلامية حاسم ومحوري لأجل إعادة التوازن الى الميزان المختل , وترميم الصورة المشوهة للمراة داخل المجتمع , واعادتها الى الحياة كزميلة واخت وام وزوجة وصديقة وقائدة وعاملة ومنتجة وعالمة وشاعرة ومبدعة وفنانة لاتنقص قيد شعرة عن الرجل وفق كل التجارب البشرية ولا ادل على ذلك من الانتصارات التي تحققها المرأة على كافة الصعد في السلم والحرب لتأكيد دورها هذا .
لكن المحزن ان المرأة ضحية في السلم والحرب , ففي اوقات السلم هي ضحية النظرة الدونية والذكورية الفاقعة والهيمنة المستبدة للرجل . وفي زمن الحرب هي السبية والمخطوفة والمستلبة حقوقها , ولذلك فان القلم النسوي والكلمة النسوية لها وقعها الرصين في مجتمع كمجتمعنا العراقي التي ستعيد الرجل الى صوابه وتعلمه ان النساء باتت اغلبية في هذا المجتمع واي ديمقراطية تتنكر للاغلبية تفقد جوهرها بالكامل , اضافة الى ان تهميش المرأة يعني تهميش والغاء اكثر من نصف الانتاج واكثر من نصف الابداع في كل المجالات , بل واكثر من ذلك اكدت التجارب ان هناك مهن لاتجيد فيها الا المرأة بحكم ان حدسها اقوى من الرجل , لذلك اخراج المرأة وطاقاتها من العمل وعدم مساواتها مساواة مطلقة بالرجل يعني انتحاراً للمجتمع العراقي , وبودي القول اننا لم نكن بحاجة الى الدفاع عن كوته المرأة في البرلمان والمؤسسات والدوائر لو كان المجتمع يتمتع بالصحة والعافية , ولو كانت المرأة تتمتع بنفس الفرص التي يتمتع بها الرجل في الترشيح والدعاية لمختلف المناصب القيادية , ولكن بما ان المجتمع مقفل على الرجال يبقى الدفاع اعلامياً وفكريا ً عن كوته المرأة واجب أساسي وبخلاف ذلك قد تفقد المرأة العراقية الكثير من مواقعها , ولا اكتم سراً عليكم ان منتدى الإعلاميات العراقيات أصبح منصة مسموعة الرأي من خلال الاستبيانات والمحاضرات والفعاليات التي ترتكز على إعادة الملفات الساخنة الى الاذهان لاسيما فيما يتعلق بالمظاهر الشاذة والمريبة التي تتخفى خلف قناع الدين في محاولة يائسة لإلغاء كل التراكم المعرفي والتجريبي في العالم حول أحقية المرأة في ان تكون مساوية للرجل في كل ما يتعلق بالحياة .
ايتها الاعلاميات الناشطات ان الدفاع عن المرأة ليس ترفاً ولا خياراً من بين عدة خيارات ولا مجرد هوايه انه أمر وجودي يتعلق بمجتمع على حافة الانهيار فاما ان يكون او لا يكون وتلك هي المسالة الاساسية . ومن على هذا المنبر ادعو كل المفكرين والاعلاميين ورجال الدين والقضاة والقانونيين الى عدم الركون الى الماضي الذي لن يعود وان عاد فسوف يعود بنسخة مشوهة هي المهزلة بعينها وان يركنوا الى حاضر البشرية ومستقبلها والحضارة الحالية بكل ما فيها من عطاءات تبهر العين لإنصاف المرأة , وفي حالة خذلانهم فأنني متأكد ان المرأة على مستوى العراق والعالم حتى وان وقفت وحيدة في الخندق فستنتصر على الهيمنة الذكورية وعلى الرجل المستبد بطاقاتها الجبارة ومبادراتها الخلاقة , وانا على يقين ان فعاليتكم هذه ستصب في هذا المجرى العظيم لإيقاف وصد سيل جارف من التخلف والرجعية والشعوذة والخرافة وفتاوى الفضائيات التي يسوق لها البعض دون ان يدري انه يأخذ المجتمع الى هاوية الهاوية .
شكرا لكم ونشد على أيديكم نحو مزيد من التألق والنجاح .
{نص الكلمة التي القيت في الندوة التي اقامتها منتدى الاعلاميات العراقيات بتاريخ (2017/4/4) في مجلس محافظة ديالى وكانت تحت عنوان (الاعلاميات من اجل كوتا النساء في قانون الاحزاب
Top of Form