السيدات والسادة أسعدتم صباحًا ..
في البداية شكرا لكل القائمين على هذا النشاط المميز بتنوعه و تنظيمه..
انا د. نبراس المعموري رئيسة منتدى الاعلاميات العراقيات
جئت من العراق انا ومجموعة من الزميلات والزملاء لنمثل بعض المنظمات التي عملت ضمن مشروع صندوق المرأة والسلام والعمل الإنساني.. جئت من بلد يشهد موجة كبيرة من التظاهرات السلمية التي عكست شجاعة الشباب وبالذات النساء من خلال مؤازرتهن للمتظاهرين والعمل لان يكون هناك احتراما لحقوق الانسان بشكل عام و حقوق المرأة بشكل خاص رغم كل المخاطر والتهديدات التي طالت العديد منهم .
أغلب الدول المشاركة وهي أرمينيا، أذربيجان، بوروندي، كولومبيا، جمهورية الكونغو الديموقراطية، فيجي، جورجيا، العراق، الأردن، كينيا، ليبيريا، مالي، مولدوفا، بالاو، فلسطين، أوغندا، أوكرانيا، جنوب السودان.. يعملون في بلدان لا زالت تعاني فيها المرأة من الاقصاء والتهميش وارتفاع معدلات العنف لا سيما المسلح منه، و لعل مبادرة الشبكة العالمية للنساء بناة السلام لان يكون هناك مشروعا يتعلق بالأمن والسلام و المرأة والعمل الانساني خير دليل بان هناك حاجة ماسة لتعزيز ادوار النساء وبالذات في البلدان التي تشهد نزاع.
الحضور الكريم..
أولى التحديات التي تواجهها النساء هي التمييز على أساس النوع الاجتماعي وارتفاع نسبة العنف في ظل اقتصاد رث و بطالة عالية و تراجع صحي و غياب الضمانات الراعية للافراد والمجتمع، وهذا ما اكدته تقارير البنك الدولي؛ فعلى الرغم من أن المرأة تمثل 50% من السكان، فلا تزال أفقر فئات العالم وأكثرها ضعفًا وتمثيلا ضمن قادة التغيير بسبب عدم الاعتراف بإسهاماتها، اضافة الى تراجع الحقوق المدنية التي اتفقت عليها اغلب دساتير العالم والاتفاقيات والقرارات الدولية ولعل من ابرزها قرار مجلس الامن الدولي ١٣٢٥.
إن التصدي لهذه التحديات، يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، و فسح المجال امام النساء أن يضطلعن بدور رئيسي من خلال تمكينهن وضمان المساواة في حصولهن على التمويل واكتساب المعارف، وكل هذا يجعلنا امام مسؤولية اكبر لتوحيد عملنا لنبذ العنف و تحقيق السلم المجتمعي القائم على المشاركة العادلة والمساواة في الحقوق والواجبات.
السيدات والسادة الافاضل..
وجودنا اليوم رغم اختلاف مناطقنا و جنسياتنا قوة.. فنحن متفقون ان لدينا قضية واحدة تحتاج عمل مشترك واكيد دور المنظمات الدولية المساند لنا بحد ذاته فرصة لابد من استثمارها بالشكل الصحيح؛ لا سيما انها كانت و ما زالت عامل أساسي في مسار حقوق المرأة ومتابعة الدول المعنية في تقديم خططها الوطنية الخاصة بتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي ١٣٢٥.
كما تمثل خطة التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠ وأهدافها ال ١٧ بأبعادها الاقتصادية و الاجتماعية والبيئية قيمة اضافية، لا بد من استثمارها لإنهاء الفقر وبناء مجتمعات سلمية و تعزيز المساواة بين الجنسين و تمكين النساء والفتيات .
علينا خلق نقاش بناء مع بعضنا لتبادل الخبرات والتشبيك، و الاستفادة من الدروس المستخلصة من المشاريع التي ننفذها ضمن اطار مشترك و كيفية تنظيم الدعم والتمويل بفتح مجال اوسع للشباب والاعلام وذلك لان المحيط العام افرز مدى أهمية فئة الشباب في المطالبة بالحقوق وتنظيم الحملات التوعوية والتثقيفية.
اما ما يتعلق بالأعلام فلا يمكن ان نحقق هدفنا ما لم يكن هناك جهد اعلامي مهني مستقل يراعي الجندر و يعبأ الرأي العام بصدد الحريات والحقوق، و يغير الصورة النمطية للمرأة وتعزيز مكانتها.
في النهاية شكرا لهيئة الامم المتحدة للمرأة في العراق لا شرافها على عملنا خلال تنفيذنا للمشاريع و تحية لكل الناشطات والنشطاء المشاركين في هذا المنتدى، فرغم ما تشهده بعض الدول من قلق امني و تهديدات و مخاطر الا انهم أصروا على العمل والرحمة والغفران لكل من فقدناهم من المدافعات والمدافعين عن حقوق الانسان و حرية التعبير وهم يدافعون لاجل حقوقنا جميعا. اختتم كلمتي بالقول (ليس للحياة قيمة إلا إذا وجدنا شيئا نناضل من أجله)
د. نبراس المعموري
رئيسة منتدى الاعلاميات العراقيات